[زيادة النيل وغرق الضياع]
وزاد النّيل في سنة ثمان وأربعمائة زيادة كثيرة، وغرق من الضياع كثير بأهلها/129 ب/، ودخل الماء القاهرة وكاد يغرّقها لو لم يعمل له مزراب [2] يدفعه، غرم [3] عليه جملة مال، ودخل الماء بمصر إلى السّوق المعروف بالصّفّين، ووقعت [4] دور كثيرة (بالقاهرة ومصر، وتساقطت عدّة دور فيهما) [5]، وأثّر خرابا كثيرا، وهلكت الأشجار والنّصوب [6]، ونال الناس من ذلك شدّة شديدة، ونسبوا هذا أنه سخط من الله وارد [7] عليهم من الكفر الذّائع بينهم [8].
= ثم يقول في حوادث سنة 409 هـ: «وفيها تعاظم الحاكم في نفسه وادّعى ما تقدّم من ذكره عندما صحبه الدرزي، وقيل إنه ذلك الرجل المراوحيّ المقدّم ذكره». (296) وانظر أيضا 259. أما ابن العماد الحنبلي فيذكر أن الداعية المقتول هو «حسن بن حيدرة الفرغاني» حيث يقول: «. . . في شهر رجب سنة تسع وأربعمائة ظهر رجل يقال له حسن بن حيدرة الفرغاني الأخرم يرى حلول الإله في الحاكم ويدعو إلى ذلك ويتكلم في إبطال الثواب، وتأوّل جميع ما ورد في الشريعة، فاستدعاه الحاكم وقد كثر تبعه وخلع عليه خلعا سنيّة وحمله على فرس مسرج في موكبه وذلك في ثاني رمضان منها، فبينما هو يسير في بعض الأيام تقدّم إليه رجل من الكرخ على جسر طريق المقياس وهو في الموكب فألقاه عن فرسه، ووالى العرب عليه حتى قتله، فارتجّ الموكب وأمسك الكرخي فأمر به فقتل في وقته، ونهب الناس دار الأخرم بالقاهرة، وأخذ جميع ما كان له فكان بين الخلع عليه وقتله ثمانية أيام وحمل الأخرم في تابوت وكفّن بأكفان حسنة. وحمل أهل السنّة الكرخي ودفنوه وبنوا على قبره، ولازم الناس زيارته ليلا ونهارا، فلما كان بعد عشرة أيام أصبح الناس فوجدوا القبر منبوشا، وقد أخذت جثّته ولم يعلم ما فعل بها». وختم ابن العباد بقوله انتهى ما أورده ابن خلّكان ملخّصا. (شذرات الذهب 3/ 194، 195) ولم أجد هذه الرواية عند ابن خلّكان كما قال ابن العماد! [1] في البريطانية «والامريّة». [2] في الأصل وطبعة المشرق 223 «مرداب» وفي بترو «مزداب». والتصحيح من البريطانية. [3] في (س): «لزم». [4] في البريطانية وبترو «وتبعه»، وفي (ب): «ونبعت». [5] ما بين القوسين ليس في (س). [6] في الأصل وطبعة المشرق 223: «والمنصوب»، والتصحيح من: البريطانية و (س). [7] في نسخة بترو «ورد». [8] ليس في المصادر ما يشير إلى هذه الحادثة. بل فيها إن النّيل كان مستوى مياهه عاديّا: -